الخطوات الفنّيّة لرسّام الكاريكاتير والبورتكاتير المصري #أحمد_رياض.. مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.. أصعب القرارات التي تواجه الفنّانين
إعداد
وإجراء وتحرير: عبد الرحمن جوهر – يارا السامرائي
إنَّ
هناك الكثير من الموهوبين الذين يتساءلون عمّا إذا كان هناك خطوات اتّبعَها أنجح
الفنّانين حتّى حقّقوا نجاحهم المُنقطع النَّظير أم أنَّ خطواتهم كانت ارتجاليّة
وعشوائيّة، كما هناك عدد من الموهوبين الذين يتشككون في الطريق الذي سلكوه وما إذا
كان سيقودهم إلى النجاح أم لا، ولذا كان لنا هذا الحوار الصحفي مع الرسّام المصري
المُتخصِّص بالكاريكاتير والبورتكاتير #أحمد_رياض ليوضّح الخطوات الصحيحة التي اتّخذها
وقادته إلى النجاح.
بورتكاتير #باسم_يوسف قام برسمه الفنّان المصري #أحمد_رياض
صرّح
الفنّان #أحمد_رياض بمعلومات قيّمة لم يبخل بها ولم يحتفظ بها لنفسه وذلك حتّى تعمّ
الفائدة ولتيسير طرق النجاح على الموهوبين؛ فأوّل ما صرّح به كان توضيح إرشادي
للخطوط العريضة التي قادته للنجاح الذي هو عليه اليوم؛ إذ قال: "لقد شملتْ
خطواتي كل من: المُتابَعة والاهتمام والعمل الجاد؛ فقد بدأ أوّل ارتباط لى
بالجرائد من خلال مُتابَعتي ورؤيتي المُستمرِّة للرسومات الصحفيّة الجميلة التى
كان يرسمها الفنّان الراحل –رحمة الله عليه- 'مصطفى حسين'، مما دفعني ذلك الأمر تلقائياً
إلى أن أتعلّم منه منذ الصغر كما تَعَلّمَ مِنه كل أبناء جيلي أيضاً؛ فهو رائد في
مجاله وهو من عَرّفنا جميعنا بالكاريكاتير، كما
كنت أتابع وقتها أيضاً برنامج للفنان 'رمسيس يا تليفزيون يا' وكنت أعتقد وقتها أنَّ
على كل فنّان كاريكاتير أن يكون سريع مثله في الأداء".
ومن
هنا تتّضح ضرورة وجود قدوة مرئيّة للموهوب يداوم على متابعتها؛ فهي تعلّمه بأسلوب
سلس وانسيابي وغير مُعقَّد وترشده وتقوِّم إنتاجه الفنّي وتشجّعه وتحثّه على
التطوير من أدائه الفنّي.
وأكمل
الرسّام #أحمد_رياض حديثه مُنتقِلاً إلى ثاني عنصر أشار إليه والذي أدّت إليه بدورها
الخطوة السابق ذكرها؛ إذ قال: "ومن هنا تغيّرتْ حياتي تماماً؛ فاهتممتُ برسم
الكاريكاتير؛ إذ ساهمتُ وقتها في المدرسة برسم كل رسومات حصص العلوم والتاريخ والجغرافيا،
علاوة على اللوحات الشرفيّة".
فعلى
ما يبدو أنَّ وجود القدوة الفنّيّة في حياة الموهوب يؤدّي لاهتمامه الحقيقي
الصادِق بالموهبة التي وهبها الله –سبحانه وتعالى- له، كما يظهر اهتمامه ذلك في
شكل ملموس.
كما
تطرّقنا في الحديث مع #أحمد_رياض إلى الخطوات التي اتّبعها في المرحلة الدراسيّة
خصوصاً مرحلة الثانويّة العامة والتي تُعَد عقبة بالنسبة لكثير من الموهوبين؛ إذ يُضطرّوا
إلى إهمال موهبتهم من أجل دراستهم؛ فأخبرنا قائلاً: "في مرحلة الثانويّة
العامة حاولتُ أن أدرس الرسم من خلال آليّة قراءة الكتب، ومِن ثَم أقوم بعمل لوحات
منها، ولكنّها كانت محاولات ليست بجيّدة إلّا أنّها أدخلتني مجال الصحافة".
وهذا
الأمر يبرهن على ضرورة تمسّك الموهوب بموهبته والتدريب عليها بشكل دائم ومُستمِر و
بكافة المراحل لأنّها ستقود بكل تأكيد إلى خطوة أكثر إيجابيّة.
وأضاف
الفنّان مُوضِّحاً نتائج الخطوة السابقة التي ظهرتْ في مرحلة الدراسة الجامعيّة:
"نشرتُ أَوّل عمل كاريكاتير لي في جرنال 'التكافل الإجتماعي' وكان ذلك بمرحلة
التحاقي بالجامعة، وبعدها رسمتُ في جرنال الجامعة 'صوت الجامعة'، استمررتُ بتلك
الخطوة بجميع سنوات الجامعة، كنتُ أيضاً أقوم بعمل لوحات أسبوعيّة وأعرضها في كلّيّة
التِجارة وكنتُ أضع بجانبها ورق فارغ لإتاحة الفرصة للجميع ليكتبوا تعليقاتهم وكنتُ
أهتم بذلك الأمر جداً من أجل تطوير مستواي".
وبالتالي
تكون قد أقبلتْ بكل قوة الخطوة التنفيذيّة والجرأة على خوض التجربة العمليّة؛ فعلى
ما يبدو أنَّ الموهوبين يكتسبون الثّقة بمرور الوقت وبعدد الأعمال الفنيّة التي
ينتجونها.
وأوضح
رسّام الكاريكاتير والبورتكاتير الخطوة المهنيّة التي تَمكّن من اتّخاذها: "بعد
ذلك رسمتُ في مجلّة 'الموقف العربى'، بجانب صُحف عِديدة صغيرة لا أذكر اسماءها،
وفي هذه الفترة تخرّجتُ وعملتُ في مجلّة 'خيوط' كرسّام كاريكاتير بجانب عملي
كجرافيك ديزاينر graphic designer (مُصمّم جرافيك) حتّى أكسب عيشي لأن في تلك الفترة كان المُقابِل
المادي لرسّام الكاريكاتير بسيط لا يُغطّي احتياجاتي، وكنتُ أيضاً أعمل بجانب عملي
كمُصمِم جرافيك رسّام بإحدى دور النشر الصغيرة لرسم كُتُب مناهج الأطفال بمرحلتَيّ
الحضانة (الروضة/رياض الأطفال) والإبتدائي، وفي هذه الفترة تَطَوّر عملي كمُصمِّم".
إنَّ تلك الخطوة ما هي سوى مُؤشِّر أوّلي للشهرة ومُقدّمة لتطوّر الأداء الفنّي.
أشار
رياض إلى الخطوة التي اتّخذها قبل فترة 25 يناير من عام 2011م مباشرة: "ابتعدتُ
فترة عن الكاريكاتير حتّى قامت ثورة يناير وهي لها
فضل كبير على كل الفنّانين لأنّها أثبتتْ أنَّ الفن له تأثير مُهِم على المُجتمَع؛
فقبلها كانتْ الناس لا تعرف الفرق بين الكاريكاتير والكاريبيراتير".
انتقلنا
إلى مرحلة صعبة قد تواجه كل فنّان؛ فإليكم ما أدلى به #أحمد_رياض من قرارات
اتّخذها حينها؛ فهذا ما قال وهذا ما فَعَل: "استقلتُ تماماً من عملي كمُصَمّم
جرافيك بعد 25 يناير عام 2011م وتفرّغتُ لعملي كرسّام، ثم بدأتُ رحلة البحث وفعلاً
وُفِّقت في الالتحاق بجريدة اقتصاديّة اسمها 'الناشط الاقتصادي' وأيضاً جريدة
'البورصة' وجريدة أخرى إلكترونيّة تسمّى 'الابتعاث السعوديّة' وبتلك الأخيرة رسمتُ
أفضل وأَحَب الأعمال إلى قلبي".
أشاد أيضاً الفنّان #أحمد_رياض بدور شخص يكنّ له
كل احترام وتقدير: "كان الأستاذ 'أحمد عبد النعيم' ينشر لي بشكل دوري
كاريكاتير كل أسبوع في جرنال 'الأخبار' في صفحة 'حاول تبتسم'. وجدير بالذكر أنّ
الأستاذ 'أحمد عبد النعيم' هو رئيس القسم الفنّى بجريدة 'الأخبار'، والمسئول أيضاً
عن صفحة 'حاول تبتسم'، وهو رسّام كاريكاتير في 'الأخبار'؛ إذ ينشر بها بشكل يومي،
وهو فنّان كبير ومعروف، ومُكتشِف المواهب".
وصلنا
إلى الخطوة الأخيرة، وهي خطوة اختياريّة وتختلف من موهوب لأخر لأن الدوافع والأهداف
تختلف بدورها باختلاف الأشخاص؛ فأوضح الرسّام المصري #أحمد_رياض هدفه من خلال تلك
العبارات التي أدلى بها لنا بشكل حصري: "بعد فترة شعرتُ أنَّ الكاريكاتير
اليومي والصحفي تحوّل إلى رأيين لابد أن أكون طرفاً منهما وحينها حتماً سوف أكون
الخاسر؛ ففضَّلت الابتعاد، وتزامن مع ذلك القرار إنّي تلقّيت عرض عمل مِن صاحب
شركة يريد أن يرسم كاريكاتير لعملاء الشركة ويسعدهم بشكل يومي، ووفِّقت في أن أؤسّس
معه هذه الشركة التي ساهمتْ في إدخال البهجة والفرحة للناس؛ إذ تم ذلك من خلال عمل
رسومات خاصة بهم لن ينسونها ولن يُقام عليها اللغو واللغط والشائعات".
تعليقات
إرسال تعليق