الأضلاع المُثيرة للشبهات
بقلم: يارا أمجد
الضحية والمهرب المزعوم وتاجر
الأعضاء البشرية والشاري الثري؛ تلك هي أضلاع التجارة السائدة والمُتَفَشّية في
تركيا، بل إنّها تخطت حدود تركيا عابرة كل الحواجز غير مبالبة بقوانين أو دساتير
العالم متجاهلة أيضاً حقوق الإنسان، سعياً وراء أرباح مادية تجارية وطلباً لبضاعة
مُغْتَصَبَة -في أغلب الأحيان.-
صورة العلم
التركي
إنّ تلك الأضلاع السابق ذكرها هي الأضلاع التي تَرتكز عليها تجارة الأعضاء البشرية والتي تُعد دعامتها الأساسية هي عملية استغلال ظروف الضحية -النازحيين السوريين لتركيا مؤخراً-، مُعتمدة علي دور مُهَرّبّهم المزعوم والمدسوس عليهم من قِبل تاجر الأعضاء البشرية.
وجدير بالذكر أن تلك الأضلاع غير متكافئة القوى والمكانة وغير متساوية الحظوظ والعائد الربحي علي حد سواء، ومن ثمّ فهذا الأمر يُمَثّل حجر أساس الظلم الواقع على ضحايا تلك التجارة -إذا صح اعتبارها تجارة-.
إن تلك القضية ليست وليدة اللحظة إنما أخذت في الظهور في تركيا من قديم الأزل علي ما يبدو -وذلك حسب أرشيف تلك القضية في الاعلام التركي-، إلّا أنّ الاعلام العربي -تحديدا الإخباري- أشار إليها مؤخراً حين لُدِغ منها الشعب السوري -تحديداً اللاجئين منهم لتركيا- نظراً لتفاقم الأوضاع في بلدهم.
وأقبلتْ النتيجة الوخيمة مُتَبختِرة في ثوبها الدامي كلون العلم التركي، ألا وهي: أن من نال نصيباً أكبر لا يُمكن تجاهله وحظاً أوفر من شرارة تلك الكارثة الإنسانية -تجارة الأعضاء البشرية- هو الشعب السوري، ومن هنا يتجلّى بوضوح أن الشعب السوري دفع ومازال يدفع ثمناً باهظاً في طفو تلك الجريمة علي السطح والتي تدعو بدورها إلي إلتفاف عربي مسانداً للاجيء السوري لاسترداد حقه أو بالأحرى للقصاص له ممن تاجروا بروحه.
ومن هنا تظهر العديد من التساؤلات التي تفتقر إلي إجابات مُعَلَنَة وصادقة وغير مُضَلِلة ولا تخدم مصالح أطراف بعينها، مع التأكيد علي أن إجاباتها الحقيقية مثيرة للشبهات، وتلك التساؤلات هي: من سيتولى مسئولية تتبع الجناة ومعاقبة جميع من يعتمدون ويلجأون إلي تلك التجارة للحصول علي مأربهم -باختلافه-؟! وعلي من يستند ويستقوى باقي أطراف الأضلاع السامة، فمن وراءهم ومن يدعمهم؟! وهل قد يصل مستوى العدوى إلى تفشي تلك التجارة في الوطن العربي؟! وأخيراً هل تُعد تركيا بؤرة إجرامية ترعى وتأوي تجّار الأعضاء البشرية؟!
تعليقات
إرسال تعليق