بريطانيا تُعادي فنانيها الجرافيتيين خارجها
بقلم: يارا أمجد
إنّ انقلاب بريطانيا رأساً على عقب بسبب فنان جرافيتي أمر لا يستوعبه
الكثيرون، إلّا أنّ هذا حقاً ما حدث بالفعل ولايزال يحدث هناك؛ فبريطانيا طوّعت
ومازالت تُطَوّع كل المُقَوّمات والآليات المُتاحة لديها من خبراء أكاديميين وعلوم
عدة لتتمكن من الوصول إلى الهوية الحقيقية لفنان الجرافيتي الإنجليزي الشهير 'بانكسي'.
بانكسي: "من حق الفلسطينيين
حياة آدمية"
لقد بدأت شهرة 'بانكسي' في البزوغ منذ أن قام بزياراته السرية
لدولة فلسطين الشقيقة؛ حيث قام بالرسم علي جدران بيوت الشعب الفلسطيني المدمرة،
والتي هدمها وأخلفها العدوان الإسرائيلي، وهدف 'بانكسي' من قيامه بدوره هذا هو مساندة
القضية الفلسطينية ومؤازرة الفلسطينيين في وضععهم المؤسِف.
أما فيما يتعلق بعداوة المملكة المتحدة ل'بانكسي' كفنان جرافيتي
بريطاني فَتَكْمُن في طبيعة أعماله الفنية السابق ذكرها بالأعلي؛ إذ وكأن أعماله
الفنية أربكت بريطانيا، وذبذبت موقفها وسط دول الاتحاد الأوروبي، ووضعتها في موقف
مزري لا تستطيع التملص منه؛ إذ أنّ المنهجية التي تتّبعها بريطانيا مع القضية
الفلسطينية قد اصطدمت مع فكر 'بانكسي' المواطن البريطاني أولاً قبل أن يكون فنان
جرافيتي وإنسان، والذي يُعد أشهر فنان مُعارِض لسياسة بريطانيا الخارجية المُناهِضة
للقضية الفلسطينية.
ومن ثم يتضح أن عداوة بريطانيا ل'بانكسي' تصاحبت وتلازمت وتزامنت
مع شهرته، والعامل المشترك بين كل من عداوة بريطانيا ل'بانكسي' وشهرته هو أعمال 'بانكسي'
الفنية المناصرة للقضية الفلسطينية.
فيتجلّى بكل وضوح أنّ الفن لدى المملكة المتحدة في القرن العشرين
يعتمد علي الكيل بمكيئالين؛ فهي تحتضن وتُتيح فرص صعود فنّي لمن لا يقتربون من
التدخل في سياستها الخارجية بفنهم، بينما لا تتيح نفس الفرصة لفنانين جرافيتي يصدر
منهم عكس ذلك؛ فعلى ما يبدو أن المملكة المتحدة تناست كل ما يتعلق بالعدل والمساواة.
إنّ كل هذا لا يغلق الباب كلياً علي التساؤل الذي يطرح نفسه، وهو: ما هي أسباب
معاداة المملكة المتحدة 'بريطانيا' لمواطنها الإنجليزي فنان الجرافيتي 'بانكسي'.
تعليقات
إرسال تعليق