المراوغة أدّت لخاتمة 'فان جوخ' بين ذراعىّ شقيقه
المراوغة أدّت لخاتمة 'فان جوخ' بين ذراعىّ شقيقه
بقلم: يارا أمجد
إن لحظة إطلاق النار علي الرسام الهولندي ' فنسنت فان جوخ ' هي
اللحظة التي لم تتمكن ريشته من تسجيلها إلّا إنّه استعاض عن ذلك ببعض الكلمات التي
حَيّرت رجال الشرطة والمحقِقيين والمحلِلين النفسيين، وتلك الكلمات قالها حين سألوه
رجال الشرطة إن كان حاول الانتحار، فَرَد عليهم مجيياً: "أظن ذلك"،
وأكمل قائلا:
"لا تتهموا أحد،
أنا أردت قتل نفسي".
الرسام 'فينسنت فان جوخ'
انها نبرة الشك -نبرة عدم اليقين-، انها النبرة التي كانت ومازالت
حتّى يومنا هذا غير واضحة للمحلليين، إنها المراوغة بعينها، إنها جريمة التَسَتّر
على الجاني إلّا أنّها ليست جريمة إنتحار بل جريمة قتل 'فنسنت فان جوخ'.
هل إذا اتّبعتْ جهات التحقيق تطبيق مقولة: "ابحث عن
المرأة" قد تساعد في الوصول إلى الهوية الحقيقية للجاني؟! وهل إذا لم يكن
'فنسنت فان جوخ' قد فارق الحياة لتَمّت إعادة محاولة قتله من جديد؟ هل كانت عناصر
تلك الجريمة تدين 'فنسنت' أكثر من كونها تدين غيره لذا تأهب الجاني منتظراً ما سَيَحِل
به ليتمكن من اتّخاذ رد فعل مُناسِب لأهدافه؟ وهل يُعقل أنّ جميع من كانوا حوله
سكتوا عن شهادة الحق واكتتموها لمصلحة أحدٍ ما؟!
إن طرح الأسئلة السابقة لم يتمكن من أن يقودنا لشئ لأن مصلحة البعض
قد تكمن في التستر على الجاني.
وكان المشهد السابق هو المشهد ما قبل الأخير من حياة 'فنسنت فان
جوخ'. وبعد أن أدلى بإفادته وكان يُحيطه الأطباء ورجال الشرطة وشقيقه 'ثيو' لفظ
أنفاسه الأخيرة بين ذراعَىّ أخيه عن عُمر يناهز السابعة والثلاثين. تلك كانت
اللوحة التي لم تتمكن ريشتة من تصويرها وأُسدل الستار علي حياة 'فنسنت فان جوخ' إلّا أنّ هناك
هؤلاء ممن ينبشون في الماضي عسى أن يصلوا إلى الحقيقة.
تعليقات
إرسال تعليق