الدراما سلاح غير مُحرَم دولياً
الدراما سلاح غير مُحرَم دولياً
بقلم: يارا أمجد
إنّ الدراما هي تسطير وتوثيق لكل صغيرة وكبيرة تحدث بمجتمع ما بحيث
يتم طرحها بشكل مقصود ومتعمّد، ومن منظور ورؤية إمّا أُحادية أو متعدِدة الجوانب
لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف بعينها قد تكون واضحة أو مُعتِمة الملامح لتخدم أطراف
وجهات عامة أو خاصة.
ومن ثم يتجلّى بوضوح أنّ الدراما هى شكل من ضمن عدة أشكال للوسائط والروابط التي تربط بين أجزاء العالم؛ فهى تقوم بربط أطراف العالم ببعضها البعض، كما تربط أجزاء البلدة والمدينة والقرية الواحدة، ورغم ذلك قد تلعب دوراً في هدم وتشتيت وتفريق وتفتيت الوثاق أو الرباط القائم بين كل تلك الأطراف.
ووفقاً لِما سبق ذكره بالأعلى، يتّضح أنّ للدراما مخاطر شتّى؛ وذلك لأن وسائل الاعلام حين تقوم ببثها وعرضها أو حتّى الترويج والتسويق لها لا يتم مراعاة إنّها قد تكون حاملة رسائل مَسمومة علنية أو حتّى ضمنية قد تغفل عنها أجهزة الرقابة، كما إنّها تصل للجمهور المُستهدَف بسرعة البرق، ومن ثم تكون تلك الدراما المبَثَّة عبر وسائل الاعلام فد أصبحت سلاح مُتداوَل في يد جميع أصحاب الرسائل؛ فالعالِم والجاهل والعدو والحبيب وقاصد الخير والعازم علي الشر في أيديهم جميعهم سلاح ألا وهو الدراما يستخدمونه متى شاءوا وكيفما أرادوا.
وهناك محور أخر يزيد من خطورة الأمر وهو: إنّه ليس هناك معايير فعّالة ومُلزِمة للحد أو التقليل من مخاطر الدراما لتعود بالنفع الكامل على الجمهور، وبالتالي فإنّ درجة خطورة سلاح الدراما تتراوح بين كونها سلاح أبيض وكونها سلاح دمار شامل، إلّا إنّها لم تصل لمرحلة تحريمها دولياً واحتساب تقديمها وعرضها جريمة إذا تسبّبت في إحداث نتائج سلبية بالمجتمعات.
تعليقات
إرسال تعليق