بريطانيا تقمع فنانيها الجرافيتيين داخل أراضيها
بريطانيا تقمع فنانيها الجرافيتيين داخل أراضيها
بقلم: يارا أمجد
إنّ تَحَفّظ بريطانيا بشأن فن الجرافيتي داخل أراضيها أمر مثير لقلق
فنانين الحرافيتي الإنجليز؛ إذ أصبح مستقبلهم الفنّي متوقف على ما يسلكونه من اتّجاه
فكري سياسي؛ قد يكون متوازياً أو متقاطعاً مع الاتّجاه السياسي للسلطة البريطانية
ومن ثم الاصطدام الذي لا يُحمد عقباه وبالتالي تكون النتيجة بديهية وهي أن تصبح
سياسة 'مسح الجوخ' الحل الأسلم لبعض فناني الجرافيتي في بريطانيا، أمّا من يتّخذ
المُعارضة كطريق بديل سيناله العقاب الملكي وسيتذوق مرارة الظلم حينما يطاله قانون
'ساكسونيا'، وهو القانون الذي تُطَبّقه المملكة المتحدة حتى يومنا هذا.
بانكسي يسخر من
تجسس بريطانيا على كبائن التليفونات
تتعدد سُبُل بريطانيا القمعية فيما يتعلق بالكيفية التي تنتهجها في
التعامل مع المعارضين من فنانيها الجرافيتيين، ويُعَد 'بانكسي' أشهرهم؛ فالطريقة
الأولى الواضحة للعيان تتمثل في تهديدها المباشر له من خلال تذليلها لكل الجهات
والسلطات البريطانية؛ إذ جعلتهم يقوموا بتكرييس كل جهودهم ليجمعوا كل الخيوط حتى
يتم الكشف عن هوية 'بانكسي' الحقيقية.
أمّا الطريقة الثانية التي تلجأ إليها بريطانيا بشكل دائم وغير
مباشر فتتمثل في إخضاعها لكافة المحطات التليفزبونية والمواقع الإلكترونية
البريطانية على السواء ليكونوا بمثابة عامل مُسَاعِد في وصولها ل'بانكسي'. ويظهر
ذلك الخضوع من خلال أمور عدة، ألا وهي: تسارعهم وتنافسهم جميعاً للوصول المبكّر
لسبق صحفي فيما يخص هوية 'بانكسي' الحقيقية، وإهتمامهم الاعلامي به والمكثف على
مدار السنوات السابقة حتى يومنا هذا؛ ومن أشكاله: إعتمادهم على منهج التشدق
بأقاويل وشائعات وتحليلات وتعليقات عنه منها ما هو صحيح ومنها ما هو ممنهج ومغلوط
وتم فبركته بشكل مُتَعَمّد، ومنها ما يجمع بين النوعين السابقين أي 'الدعاية
الرمادية'.
فهاهو يهتز كيان بريطانيا بسبب رسومات فنان الجرافيتي 'بانكسي'؛
فحينما تكون رسومات 'بانكسي' السياسية على جدران بريطانيا العظمى مؤثرة علي ردود
أفعالها بهذا الشكل السابق ذكره بالأعلى، فلابد أن يكون هناك جزم بوجود خلل ما في سياستها
التي قد تكون مشبوهة وملطحة بدماء الأبرياء ومخلخلة ولا تقف على أرض صلبة.
تعليقات
إرسال تعليق